مرحبا بكم في دار القرآن الكريم - تحديث شعبان 1429
 

مؤسسة " الزوايا " لغة واصطلاحا ومنشأ

 بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان

 

 إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.وبعد:

منذ تأسيس المسجد النبوي في المدينة المنورة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم، والحركية الدينية للمسلمين من أجل نشر الإسلام وتربية أهله على تعاليمه، تتفاعل مع مستجدات الأعصر والمجتمعات والأقوام، وكان أن رأى بعضهم لضرورات وقتية نقلَ بعض الأنشطة الموازية المقررة في المساجد، إلى أماكن أخرى يباح الدخول إليها في كل الأحوال التي تمر بالمرء عادة، كحالة التلبس بالجنابة والحيض ، وحالة تعليم الصبيان الذين قد لا يستطيعون المحافظة على نظافة المسجد ووقاره.

هكذا نشأ في المجتمع الإسلامي الميل إلى تجنيب المساجد ما ينقص من حرمتها أو يؤذي روادها المصلين. فكان أن أُسِّسَت الكتاتيبُ القرآنية لتعليم الصبيان، واكْتُفِيَ في المساجد بإلقاء الدروس العلمية للكبار، ثُم اتَّخَذَ كلُّ شيخ أو عالم زاويةً ( ركنا ) من زوايا المسجد مقرا خاصا لإلقاء دروسه، والتفرد بتلامذته ومريديه، فكانت كل زاوية تسمى باسم شيخها، ونقل بعضهم هذه الدروس تخفيفا عليه وعلى الطلبة إلى بيوت خاصة احتفظت بما كان يطلق عليها في المسجد " زاوية الشيخ فلان". وبعد ظهور الطرق الصوفية تبنى شيوخها هذا النظام الجديد، واتخذت كل طريقة مقرا لها دُعِيَ زاويةً.    

ومع مرور الزمن صار موضوع الزوايا عقديا وشرعيا من أشد المواضيع حساسيةً وأكثرها إثارةً للجدل بين طوائف الأمة ومذاهبها، لما التبس من أمره في الأذهان، وما مورس تحت مظلته من طقوس، واسْتُحْدِثَ من بدع، عَدَّها البعض شركا خفيا وآخرون شركا صريحا.

لذلك نرى لزاما بادئ ذي بدء أن نقدم موجزا عن نشأة الزوايا وتطورها والمعاني التي استهدفت من تسميتها والغاية التي أسست لها، مع الإشارة إلى بعض الممارسات غير اللائقة شرعا واجتماعا في بعضها.

من حيث الأصلُ اللغوي يشتق لفظ " الزاوية " من جذره " زَوَى يزوِي " الشيءَ إذا جمعه وضمه، ومنه زوى سرَّه عن الناس إذا كتمه وطواه، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري:( لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ ( تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ وَعِزَّتِكَ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ) وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم:( إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ).

يقال أيضا: زَوَاه فانْزَوَى أي نَحَّاه فتنحى، وتَزَوَّى الرجل وَزَوَّى تَزْوِية وانْزَوَى إذا تنحى إلى ركن من بيت أو مسجد أو مطلق بناء أو آوَى إليه، ومن ذلك قول لوط عليه السلام لقومه كما ورد في الآية 80 من سورة هود:( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ).

و" الزَّوُّ " كذلك معناه القَدَر ، يقال قُضِي علينا وقُدِّر وحُمَّ وزُيَّ، أي كُتِب علينا.

ومن مشتقات اللفظ أيضا " الزَّوّ " بمعنى الاقتران والصحبة، فيقال : " جاء الرجلان زَوّأ " أي مقترنان يصطحب أحدهما الآخر.

من هذه المعاني كلها نستخلص المعنى الاصطلاحي للفظ " الزاوية ":

فمن معنى الانزواء والانقطاع للعبادة أو العلم والاجتهاد فيهما تعد الزاوية ركنا يأوي إليه الطالب ويحتمي به من الفتن وعوائق التحصيل. وذلك مما يؤدي إليه قوله تعالى (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) الذاريات 50.

ومن معنى القضاء وما حُمَّ وَزُيَّ من تكاليف شرعية تعد الزاوية مكانا لأداء الواجب وتبرئة الذمة امتثالا لأمر الله تعالى في قوله في الآية 122 من سورة التوبة: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).

وباعتبارها ملتقى للأحباب والرفقة الصالحة في طريق الله فروادها يجتمعون ويدرسون ويتهجدون ويذكرون الله تعالى فيها زَوًّا وقرناء.

وباعتبار الزاوية بؤرة الأسرار الإلهية والأنوار القدسية علما أو عبادة فأسرارها أحق أن تُزْوَى  وأمرها أحق أن يكتم عن السفهاء.

ومن حيث هي مركز للتعبئة الروحية والإعداد والاستعداد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعد ركنا ركينا وبناء متينا وزاوية انطلاق حركي تنظيمي، وتقلصا تاكتيكيا تحفزا للانطلاق السوقي الاستراتيجي نحو إقامة الدين ونشر الفضيلة والمحبة.

إن الزاوية بكل هذه المعاني هي المجال الحيوي الذي أريد له أن يكون أداة لإعادة صياغة المنزوين فيها، علميا وتربويا وروحيا ونفسيا واجتماعيا.

أما مبتدأ الأمر في نشوء الزوايا فقد كان تأسيس الكتاتيب القرآنية، وانفراد العلماء بطلبتهم في زوايا المساجد، ثم تطور ذلك مع مرور الزمن إلى مدارس خاصة للعلوم الدينية، وتفرع عنها مساكن للطلبة والضيوف وعابري السبيل، ثم أضيفت إليها رباطات لسكن الفقراء والمساكين والمحتاجين كان يقيمها الأثرياء والأمراء قربات وصدقات جارية في سبيل الله تعالى.

ثم بعد ذلك تطورت بعض هذه المدارس والرباطات إلى معاهد عليا وجامعات للعلوم الدينية والدنيوية، يتخرج منها فطاحل العلماء والفقهاء والمفكرين ، مثل ما هو حال جامعة القرويين بفاس وابن يوسف بمراكش والزيتونة بتونس؛ في حين تحول بعضها الآخر إلى مراكز للعبادة والذكر والتزهد والانطواء على الذات، ترقبا لإشراق روحي مؤمل أو نسمة خيال مجنح، أو شطحات حال مغرية. وبعد أن ازدهرت ظاهرة الزهد والفرار من مشاق المعاناة الدنيوية والظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وتأثرت بالثقافات الدينية الأجنبية الدخيلة هندية وفارسية، تحول بعضها إلى مراكز لتصوف مغال أو معتدل، وبعضها الآخر إلى نوع من المزاوجة بين طلب العلم والتصوف.

هكذا ظهر ثلاثة أصناف من الزوايا أو الرباطات والمدارس الدينية:

·  الزوايا القرآنية والعلمية التي تدرس فيها القراآت و علومها ، والشرعيات فقها وأصولا للفقه والعقيدة وعلوما  للحديث، واللغويات تقويما للسان والقلم.

·       الزوايا الصوفية المحضة.

·       الزوايا المزدوجة صوفية وعلمية.

ومن أمثلة الزوايا العلمية الزاوية التاغية التي نحن بصدد التمهيد للحديث عنها، والتي أسسها الشيخ أحمد التاغي الحمداوي، في قبائل حمداوة ومزاب بالشاوية العليا جوار مدينة ابن أحمد بين مدينتي برشيد وخريبكة، والزاوية الناصرية في قبيلة أولاد حريز، وزاوية سيدي أحمد بن علي في زاكورة.

ومن أمثلة الزوايا الصوفية المحضة الزاوية الحمداوية (أو زاوية زكزل ) في قبيلة بني وريمش بالناحية المجاورة لقبائل كبدانة والريف ، و معظم سكانها من العيون وسوقها  الوحيد يدعى"تانزارت"، و تنتشر هذه القبيلة على الجزء الغربي من جبل تافوغالت شرقا وحوض ملوية غربا ، و أعظم بطونهم بنو عبد السيد، و أولاد علي الشاب و رسلان و تاكمة ، و بنو محيو المجاورون لقصبة عيون سيدي ملوك و في هذا القسم تقع أراضي أكليم .

وتقع هذه الزاوية الحمداوية (زكزل ) في جبل بني يزناسن قرب قرية تافوغالت بمقربة مغارة الجمل، أسسها مولاي أحمد بن محمد بن مولاي العياشي ، أما طريقتها الصوفية فهي التجانية و الخلوتية، و للزاوية فروع كثيرة مثل فرع عين الهراوة وفرع بني نوكة...

أما شرفاء القبيلة فهم : أولاد سيدي علي و سعيد باونت و أولاد سيدي سعيد العرعار ، و أولاد سيدي موسى المدعون بأولاد معبورة ، و أولاد فسير ، و أولاد عطية وأهل ورين و بنو وال و التميميون و الشراقة ، وهؤلاء الشرفاء الأدارسة يقيمون مواسم دورية ترحما على أجدادهم وتخليدا لذكراهم.

ومن أمثلة الزوايا مزدوجة النشاط علميا وصوفيا الزاوية الناصرية في تامكروت بزاكورة والزاوية الشرقاوية بأبي الجعد.

أغلب هذه الزوايا كانت تقام في بقاع تجمع بين الخصب ووفرة المياه وجودة الطقس، والبعد بمسافة قريبة من مواطن الكثافة السكانية. أما مرافقها فغالبا ما تضم مسجدا وبيتا خاصا للشيخ المؤسس، وبيتين آخرين أحدهما لمسؤول النظام الداخلي والثاني للضيوف،  وغرفا لسكن الطلبة، وكتابا قرآنيا للصغار، ومضافة للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، ومخزنا لحفظ المؤن والمواد الغذائية التي يكون مصدرها في الأغلب زكوات القبائل المجاورة وتبرعاتهم ، ومداخيل الأراضي الموقوفة على الزاوية..

أما الدراسة فتكون عادة في المسجد، وتشمل بجانب عملية الصياغة التربوية للطلبة، المواد اللغوية والعلوم القرآنية والشرعية، التي تؤهلهم لولوج الجامعات العليا كالقرويين وابن يوسف، أو لتولي مناصب العدالة والتدريس والإمامة.

غير أن ما نال الأمة الإسلامية جميعها من تخلف وانحطاط وجهل في عصور الضعف والانحلال السياسي والاجتماعي والاقتصادي التي عرفتها في القرون الأخيرة، أثرت في مؤسسة الزوايا علمية كانت أو صوفية أو مزدوجة، فتفشت فيها ظواهر مخالفة للشرع والعرف السليم والتقاليد الوطنية النظيفة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

·  في المجال العقدي ظاهرة اتخاذ الأضرحة مساجد والتمسح بالقبور ودعاء أهلها التماسا للعون واستشفاء من الأمراض، واستجلابا للذرية، واستنصارا على الظالمين...الخ.

·  في المجال الاجتماعي ظاهرة الاسترقاء غير الشرعي والسحر والشعوذة وادعاء الاطلاع على الغيب...، بل تحولت بعض الأضرحة إلى مباآت للفاحشة والانحراف الخلقي الصرف.

·  في المجال الاقتصادي ظاهرة استغلال العامة واستغفالهم وابتزازهم وأكل أموالهم بالباطل.

وهذا مما يخالف النصوص الصريحة في الكتاب والسنة النبوية الصحيحة، وقد ورد فيهما التحريم الصريح والقاطع لكل هذه الظواهر والممارسات:

فعن دعوة غير الله تعالى استهداء واستطعاما واستسقاء واستشفاء واستغفارا واستنصارا ومنعا وعطاء، يقول عز وجل في سورة الأعراف: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(194)أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِي فَلَا تُنظِرُونِي(195)إِنَّ وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ(196)وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ(197) .

ويقول في سورة الشعراء:( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِي(78)وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي(79)وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِي(80)وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ(81)وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ(82).

ويقول في سورة الشورى:( يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ(49)أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ).

وقد روى البخاري في موضوع اتخاذ القبور مساجد حديثا صحيحا هو : (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَا: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ:" لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.

وعن الاشتغال بالسحر والشعوذة يقول رب العزة في سورة البقرة في الآية 102: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ)

وعن الاسترقاء بغير الرقية الشرعية التي وردت صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج البخاري أيضا (حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ: مَا هَذَا ؟ أُمَّتِي هَذِهِ ؟ قِيلَ: بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، قِيلَ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَ، ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الْأُفُقَ، قِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ، فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا: نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ:" هُمِ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:" نَعَمْ "، فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ قَالَ " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ".

وعن أكل أموال الناس بالباطل يقول تعالى في سورة النساء:( فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا(160)وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(161).

نخلص من هذه الدراسة الموجزة لأمر الزوايا إلى الأحكام التالية:

·  الزوايا آلية مشروعة لنشر العلم والتربية وتبليغ العقيدة والشريعة بصفتها منارات قرآنية ومؤسسات اجتماعية تساهم في التنوير والتثقيف والتوعية ، ما لم تتحول ذريعة أو غطاء للمخالفات الشرعية والشرك الخفي أو الظاهر.

·  ما استحدث في الزوايا طيلة عهود الانحطاط من مخالفات شرعية واجتماعية ينبغي إزاحته وتوضيح أحكام الإسلام كتابا وسنة فيه.

·  الأساليب العتيقة الحالية التي تسير عليها الزوايا ينبغي أن تتطور وتُحَدَّث بما يناسب العصر، وأن يستفاد فيها من   الأدوات العلمية المعاصرة إذاعة وصحافة وأدوات اتصال إلكتروني ( حواسيب وإنترنيت)، وغير ذلك مما صار من ضروريات العلم والتعلم.

المشرف العام على الموقع

أحمد مطيع الحمداوي

القبائل والزوايا في منطقة بني يزناسن ( بركان)

بالشمال المغربي( الريف)

من بحث لنيل الإجازة في التاريخ بعنوان: الولي الصالح محمد أبركان

إعداد الطالب يوسف أسرار

 إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره ، و نتوب إليه ، و نعود بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إلاه إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .

أما بعــد :

كعادة معظم الباحثين المبتدئين واجهتني حيرة كبيرة لاختيار موضوع البحث، لكن هاته الحيرة زالت بمجرد أن التقيت أستاذي الفاضل مصطفى أخليف حينما اقترح علي أن أقوم بترجمة لأحد علماء المنطقة التي أقطن فيها ، ولم أتردد كثيرا في قبول الموضوع لأن حيرتي كانت سجينة منطقة بني يزناسن ، و كنت أتمنى دائما أن أكتب في موضوع يهتم بمنطقتي و التي لها تاريخ عريق ، وذلك أن المغرب الشرقي عموما و منطقة بني يزناسن خصوصا لم يحظيا بما حظيت به مختلف مناطق المغرب من قبل الدارسين المهتمين باستثناء بعض الدراسات القليلة التي ضلت مقتصرة على بعض جوانب المنطقة ، و جل تاريخها ظل حبيس ذاكرة أبنائها يموت بموتهم ، فلم يجد من ينقب عنه و يحييه ، و على الخصوص علماء   و أولياء المنطقة الذين صالوا و جالوا المغرب كله بل و حتى المشرق .

و لهذا فبمجرد أن اقترح علي الأستاذ مصطفى أخليف الموضوع المشار إليه سابقا اقترحت عليه أن أقوم بترجمة للولي الصالح محمد أبركان ولطالما تمنيت أن أكتب عن هذا العالم مع العلم أني عرفت أنه عالما محدث و حافظ من خلال و ثيقة حصلت عليها من أحد الأصدقاء حصل عليها بدوره من بلدية أبركان و برجوعي كذلك إلى كتاب " بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني " لمؤلفه قدور الورطاسي واستجابة لدعوته النبيلة :

 " ومن الواجب على السادة الراشديين أن يبحثوا جمع جميع المعلومات عن هذا العالم الحافظ و الولي الصالح و يعطوه ما يستحقه من العناية ، و ذلك بترجمته ترجمة وافية ... و هذا الواجب مطوق أيضا بكل يزناسني على العموم بالطبقة المثقفة على الخصوص . "

وبقبول الأستاذ الموضوع نهائيا ، بدأت بجمع المعلومات الوافية عنه    و اتصلت بكل من له علاقة به ، لكن المفاجأة التي لم أكن أنتظرها ، أن  لا أجد من يعرف عنه سوى ما أعرفه شخصيا و هو ما ذكره قدور الورطاسي ، باستثناء شخصين، أعطياني إشارات قليلة جدا و المفاجئة كانت أعظم لما رجعت إلى المراجع المترجمة لهذا الولي فلم أجد في أغلبها سوى السطر أو الثلاثة أسطر ، و أصبت بخيبة أمل كدت على إثرها أن أغير الموضوع ، لكن تشجيعات الأستاذ لي و إطلاعي على كتاب نيل الابتهاج لأحمد بابا السوداني و البستان لابن مريم بعثا في  الأمل من جديد و خصوصا أن الكتاب الأخير قد أحاط  بجل حياة الولي الصالح الحسن بن مخلوف والد محمد أبركان لهذا سيتخذ بحثي مسارا آخر و بعنوان آخر( ترجمة للمحدث الحافظ محمد أبركان و أبيه الولي الصالح الحسن بن مخلوف ) .و صدق الله العظيم حيث قال في محكم تنزيله " و ما تشاءون إلا أن يشاء الله . إن الله كان عليما حكيما " سورة الإنسان

و أشير هنا أن ابن مريم يخلط بين ما هو تاريخي و ما هو واقعي و أسطوري و قد اعتمدت عليه و نقلت كل ما يتعلق بحياة الولي الصالح الحسن بن مخلوف و ذلك لقلة المراجع التي ترجمت له .

و بعد جمع مادة البحث سأقوم بتقسيمه إلى مقدمة و تمهيد ، فصلين و خاتمة .

و سأحاول أن أتطرق في التمهيد لجغرافية بني يزناسن و مدى انتشار التصوف في منطقتهم .

أما الفصل الأول فسأتناول فيه ترجمة للمحدث الحافظ محمد أبركان ، و الفصل الثاني سأتناول فيه ترجمة للولي الصالح الحسن بن مخلوف و اختم البحث بخاتمة مجملة .

و في الختام أتقدم بجزيل الشكر إلى أستاذي الفاضل  " المشرف على هذا الموضوع "  ذ : مصطفى أخليف الذي نور لي الطريق و ساعدني بتوجيهاته و تشجيعاته النيرة و منحنى و قته الغالي فجزاه الله عني خير الجزاء .

                                                 و الله ولي التوفيق .

تمهــيد :

إن الأصل اليزناسني للوليين الصالحين محمد أبركان و أبيه الحسن بن مخلوف و تصوفهما هما اللذان دفعاني لوضع هذا التمهيد ، وذلك بوضع تعريف مبسط لبني يزناسن و مدى انتشار التصوف في منطقتهم ، كما أن اليزناسيين أصبحوا يعرفون بالبركانيين منذ فجر النهضة الوطنية التحريرية في المغرب نسبة إلى الوالي الصالح محمد أبركان .

1 ـ القبائل الكبرى لبني يزناسن و تموقع الزوايا و الشرفاء فيها :

يعتبر بنو يزناسن من القبائل البربرية البترية[1]* و ينتمون إلى زناتة كما يذكر ابن حوقل (1) "و من قبائل البربر الخارجة من صلب " زناتة بني يزناسن" لكن قدور الورطاسي (2) يذكر أن لكل من القبيلتين نسب خاص " فلبني يزناسن نسبهم الخاص ، و لزناتة نسبهم الخاص ، و أن كانت القبيلتان تجتمعان في أصل واحد " أما مواطنهم الأصلي فيذكر ابن خلدون (3) "بني يزناسن أهل الجبل المطل على وجدة " ويعرف الحسن الوزان (4) هذا الجبل بقوله:" يقع هذا الجبل على بعد نحو خمسين ميلا غربي تلمسان ، و يتاخم من جهة قفر كرط و قفر أنكاد من جهة أخرى ، ممتدا على طول خمس و عشرين ميلا و على عرض نحو خمسة عشرة ميلا و هو شديد الوعورة و الارتفاع ، صعب المسالك ، تكسوه غابات كثيرة ، و يضم هذا الجبل مداشر عديدة يسكنها قوم ذوو بأس شديد" . و تنقسم منطقة بني يزناسن إلى أربعة قبائل كبرى و هي : قبيلة بني وريمش ، وقبيلة بني عتيق ، قبيلة بني منقوش ، قبيلة بني خالد .

1* ـ البترية نسبة إلى شعب البتر وقد لقبو بهذا اللقب لأنهم كانوا يلبسون البرنس الصوفي ناقصا أي بدون غطاء الرأس عكس البرانس هذا ما ذكره ابن منصور نقلا عن مرسي في كتابه " قبائل المغرب " ، ج 1 ، ص : 262 الرباط 1968 ، لكن النسابة العرب يرجعون سبب التسمية إلى أجدادهم فالبتر هم الذين ينسبون إلى "ماد غيس" و يلقب بالإبتر - ابن خلدون كتاب العبر ج 6 ، ص : 229 -.

1 ـ قبيلة بني وريمش :

تقع قبيلة بني وريمش في الناحية المجاورة لقبائل كبدانة والريف ، و معظم سكانها من العيون ، و تنتشر هذه القبيلة على الجزء الغربي من جبل تافوغالت شرقا وحوض ملوية غربا ، و تضم فروعا من الزاوية الحمداوية في عين الهراوة و بني نوكة (5) و لا يوجد في بني وريمش إلا سوق واحد يسمى "سوق تانزارت"، وأعظم بطونهم بنو عبد السيد، وأولاد علي الشاب، ورسلان، وتاكمة، و بنو محيو المجاورن لقصبة عيون سيدي ملوك، و في هذا القسم تقع أراضي أكليم (6) .

أما شرفاء القبيلة فهم : أولاد سيدي علي، وسعيد باونت وأولاد سيدي سعيد العرعار، وأولاد سيدي موسى المدعوون بأولاد معبورة، وأولاد فسير، وأولاد عطية، وأهل ورين، وبنو وال، و التميميون، والشراقة، وهؤلاء الشرفاء الإدريسيون، وهم يقيمون مواسم دورية[1] * ترحما على أجدادهم (7) .

2 ـ قبيلة بني عتيق :

يمتد مجالها الطبيعي بين بني منقوش شرقا و بني وريمش غربا، وتشرف من جهة الجنوب على سهل أنكاد و من الشمال على تريفة و مدينة بركان الحالية و هي تقع في هذه القبيلة (8) . و في بني عتيق يقع جبل فوغال أو" ألمو "  الذي ينبع الماء منه في كل جهة من بين الصخور كما توجد بها بحيرة واو اللوت التي تسقي البساتين المجاورة لها (9) ومن أهم الأسر العتيقة  بهذه القبيلة آل الهبيل أسرة البكاي لهبيل رئيس أول حكومة مغربية في عهد الاستقلال ، وتضم هذه القبيلة ضريح مولاي أحمد العياشي مؤسس الزاوية الحمداوية (زاوية زكزل) كما تضم الشرفاء الحافيين والسغروشنيين، والورطاسيين، و آل تيزي أزمور، و الصبانيين ، و لكل هؤلاء الشرفاء مواسم خاصة في كل سنة  (10) و في هذه القبيلة تقع مغارتا الجمل والحمامة المشهورتان عالميا \  

3 ـ قبيلة بني منقوش :  

تمتد هذه القبيلة جنوبا من أراضي " لبصارة " الواقعة على حدود قبيلة " لمهاية " الشمالية وتنتهي شمالا إلى حدود أراضي غرب سهل تريفة و قبيلة لعثامنة أي تمتد بين بني خالد شرقا و بني عتيق غربا ... و في سهل بني منقوش تقع قصبة عين الركادة التي أعاد بناءها السلطان إسماعيل و تقع أيضا في هذه القبيلة عين فزوان  المعدنية ( المعروفة وطنيا ) و عين الصفا الجميلة (11) .

 ومن أهم الأسر المنقوشية أولاد سيدي رمضان ، و أولاد بوغنم ، أهل وجوت ، لكرارجة ، أما الشرفاء الادريسيون فهم أولاد سيدي علي البكاي (صاحب الزاوية البكاوية ) و أولاد بنيعقوب وأل وكوت  والحسنيون و الرمضانيون (أصحاب الزاوية الرمضانية ) و الوليون و أولاد الطاهر من عين الصفا (12).

 4 ـ قبيلة بني خالد :

ينتشر بنو خالد في الجزء الشرقي من جبال بني يزناسن ، يحدهم شرقا الأراضي الجزائرية و غربا قبيلة بني منقوش و تشرف هذه القبيلة على سهل أنكاد جنوبا و سهل تريفة شمالا ، و أهم الأسر في بني خالد : بنو مريحا و بنو خلوف و أولاد الزعيم و أولاد بن عزة ، أما شرفاؤهم فهم : أولاد سيدي عبد الله بن عزة وأولاد سيدي المختار بوتشيش القادري و أولاد بن العالم (13) و تضم هذه القبيلة أهم الزوايا على الصعيد الوطني و هي الزاوية البوتشيشية و الهبرية .

II ـ ظاهرة التصوف بمنطقة بني يزناسن :

إن المهتمين بتاريخ المنطقة يعلمون أنها عرفت عبر التاريخ انتشارا واسعا لظاهرة التصوف ، ويرجع الفضل في ذلك لهجرة العديد من الأولياء والعلماء إلى المنطقة حاملين لفكر التصوف و الذين عملوا على إنشاء زاويا خاصة بهم و بطرقهم الصوفية، وهذا ما يفسر الانتشار الهام للزوايا و أضرحة الأولياء بالمنطقة إذ يفوق عدد الأولياء بها ثلاثين وليا وعدد الزوايا اثنين و عشرين زاوية أغلبها ليس لها مقر وبلا أهمية (14).

 1 ـ الزوايا التي ليس لها مقر بلا أهمية :

يقول Voinot  في كتابه " وجدة العمالة " " نجد في العمالة عددا كبيرا من الزوايا أغلبها ليس لها مقر و بلا أهمية "  (15 ) و سنقتصر نحن على ذكر الزوايا التي توجد بمنطقة بني يزناسن و هي في الجدول الآتي :

القبيلة التي تنتهي إليها

اسم الزاوية

بنو خالد

بنو خالد

بنو منقوش

بنو منقوش

بنو منقوش

بنو عتيق

بنو عتيق

بنو عتيق

بنو عتيق

بنو وريمش

بنو وريمش

بنو وريمش

بنو وريمش

بنو وريمش

بنو وريمش

بنو وريمش

ـ زاوية محمد بن الحاج العزاوي

ـ زاوية أولاد سيدي سليمان

ـ زاوية أولاد سيدي علي

ـ زاوية أولاد بنعيني

ـ زاوية أولاد ملحة

ـ زاوية مالو

ـ زاوية الوالي

ـ زاوية تاقربوست

ـ زاوية سيدي عبد المومن

ـ زاوية أولاد مولاي أحمد

ـ زاوية أولاد داود

ـ زاوية بن عطية

ـ زاوية سيدي علي بن سعيد

ـ زاوية مولاي اليزيد

ـ زاوية أهل الورين

ـ زاوية أهل أونوت

2 ـ الزوايا التي لها مقر وبلا أهمية :

لم تعد هاته الزاويا معروفة حاليا بالرغم من أن لها مقرا معروفا ، و هذا راجع إلى أصحابها الذين هاجروا إلى المدينة واستقروا بها وأصبحوا يتوارثون النسب فقط[1]*، ومن بني هاته الزوايا نذكر :

 أ : الزاوية البكاوية :

تقع هذه الزاوية ببني وكلان جبل بني يزناسن قبيلة بني منقوش ، و مؤسسها هو علي البكاي بن محمد بن محمد ( فتحا ) و ينتهي نسبه إلى سيدنا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) و لقب بالبكاي لأنه كان كثير البكاء[2] لفراق شيخه سيدي بوزيان (16) .

 وتقام في الزاوية حاليا مختلف الأنشطة الدينية من ذكر و صلاة و غيرها و الغالب فيها هي الحضرة التي تقام كل خميس كما يقام موسم سنوي في ضريح جد البكاويين في بني وكلان (17) .

 ب ـ الزاوية الرمضانية:

تقع الزاوية الرمضانية بالسفوح الشمالية لجبال بني منقوش جنوب جراوة بحوالي ست  كيلومترات قرب مدينة أبركان ، وسميت بهذا الإسم نسبة إلى الشيخ رمضان الذي يعتبر مؤسسها الحقيقي و هو الذي أعطى الانطلاقة الأولى للطريقة الوزانية الطيبية بالمنطقة وما زال الناس  يقصدون هاته الزاوية للتبرك (18) و السياحة .

[1]* ـ أي أصبحوا يتوارثون نسب الشرف خلافا للقديم حيث كان يتسابقون لخدمة الزاوية وأهلها.

[2]* ـ ولهذا سميت الزاوية بالبكاوية .

ج ـ الزاوية الحمداوية أو زاوية زكزل :

تقع زاوية زكزل في جبل بني يزناسن قرب قرية تافوغالت بمقربة مكان سياحي يسمى مغارة الجمل و مؤسس هاته الزاوية ، مولاي احمد بن محمد بن مولاي العياشي ، أما الطريقة الصوفية للزاوية فهي الطريقة التجانية و الخلوتية وذلك ما ذكره أحمد الغزالي (19) بالنظر إلى سند الطريقة نلاحظ أن رجالاتها غير مذكورين في نسب الدرقاوية بل أنهم ينتمون خاصة إلى الخلوتية و التجانية " وللزاوية فروع كثيرة ذكرها   V O I N T   في  كتابه وجدة العمالة .

3 ـ الزوايا التي لها مقر وذات أهمية :

تعتبر الزاويتان البوتشيشية و الهبرية من أهم الزوايا التي توجد بالمنطقة و مقرهما معروف لدى العامة و الخاصة  ، بل أن الزاوية البوتشيشية تعدت المستوى المحلي ليصبح لها  صيت كبير على المستوى الوطني و لها مريدون حتى في بعض الدول الأوربية و أمريكا (21) .

1 ـ الزاوية البوتشيشية :

يوجد مقر الزاوية البوتشيشية حاليا بقرب مداغ ، و يرجع إنشاؤها إلى الشيخ المختار البوتشيشيي القادري[1]* وذلك في عهد المولى عبد الرحمن القرن    13  هـ (22)

[1] * ـ لقب الشيخ المختار القادري ببوتشيش لأنه كان يقدم "التشيشة" كطعام لمريديه ولهذا سميت بالزاوية البوتشيشية .

2 ـ الزاوية الدرقاوية أو الهبرية :

تأتي في الأهمية بعد الزاوية البوتشيشية فهي اقل انتشارا و أتباعا من هاته الأخيرة ، و مؤسس هاته الزاوية هو الحاج محمد الهبري العزاوي و يوجد مقرها بالمحل المعروف " بالضريرة " التابعة لأحفير و هي توجد على الحدود الجزائرية المغربية وقريبة من مصطاف السعيدية ، و إنشاؤها يرجع إلى ما قبل الاستعمار الفرنسي ببضع سنوات وتتميز هاته الزاوية عن الزوايا الأخرى بكونها تستعمل الطبل أثناء رقصاتهم " الحضرة " مع أناشيد وجدانية في قالب الشعر العربي (27 ) .

*هوامش التمهيد :

 (1) ـ ابن حوقل ، صورة الأرض ، طبعة بيروت 1979 ، ص : 103 .

(2) ـ قدور الورطاسي ، بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني ، مطبوعات دار المغرب ، الرباط ، 1976 ، ص : 18 .

(3) ـ ابن خلدون ، العبر ، طبعة بيروت ، دار الكتاب اللبناني ، 1957 ، ج6 ، ص :229 .

(4) ـ الحسن الوزان ، وصف إفريقيا ، ط2 ،1983 ،ج2 ، ص : 43 .

(5) ـ قدور الورطاسي ، م.س، ص : 21 ـ احمد الغزالي ، زوايا بني يزناسن القادرية البوتشيشية  نمودجا ،مطبعة البلابل بفاس ، 1998 .ص : 22 .

(6) ـ قدور ، م .س ، ص : 23 ـ احمد الغزالي ، م.س، ص : 22 .

(7) ـ نفسه ـ نفسه .

(8) ـ قدور ، م.س، ص: 24 ـ احمد الغزالي ، م.س ،ص : 81 .

(9) ـ قدور ، م. س ، ص : 25 .

(10) ـ نفسه ، ص : ص : 27 ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص ، 21 .

(11) ـ قدور ، م.س ، ص : 30 ـ 31 .

(12) ـ قدور ، م.س ، ص : 34 ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 21 .

(13) ـ قدور ، م.س ، ص : 35 ـ 38 . ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 20 ـ 21 .

(14) ـvoinot , Oujda et Al Amalat , p : 218, Oran 1912 .     

(15) ـ نفسه .

(16) ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 123 .

(17) ـ كما يحكيه  أهل المنطقة .

(18) ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 143 ـ 144 .

(19) ـ نفسه ، ص : 153 .

(20) ـ Voinot, Oujda  et Alamlat , p : 218

(21) ـ حسب ما ذكر لي أحد المريدين بالزاوية وهو من خدامها .

(22) ـ قدور ، م.س ، ص : 61

(23) ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 58 .

(24) ـ نفسه ، ص : 51 .

(25) ـ نفسه ، ص : 60 .

(26) ـ نفسه ، ص : 61 .

(27) ـ قدور ، م.س ، ص : 59 .

(28) ـ نفسه ، ص : 60

 

 

 

 
 

 copyright 2004 www.zawiah.com جميع الحقوق محفوظة©
e-mail : zawiah@zawiah.com